حكم سماع الأغاني (من المغنين والمغنيات):

     الغناء المعاصر وهو غناء المغنين المعروفين بالغناء، غناء بكلام يحرّك النفوس على اللهو والغزل والمجون، أو هو غناء بكلام قبيح من هجاء أو اعتداء. 

  وحكم هذا الغناء وسماعه: التحريم باتفاق فقهاء المذاهب الأربعة؛ للأدلة الآتية:

1-قول الله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا أولئك لهم عذاب مهين". الآية (6)، من سورة لقمان.

  وجه الدلالة: لهو الحديث: كل كلام يلهي القلب ويشغل الوقت ولا يُثمر، مثل الغناء والملاهي وأحاديث الناس وقصصهم. وإذا كان هذا في الكلام الملهي الذي لا فائدة منه، فكيف بالكلام الذي يحرّك النفوس ويبعثها على اللهو والهوى أو الحزن والهجاء والاعتداء على الدين والقيم والتقاليد، فيكون أشدّ تحريمًا. وهذا متحقق في الغناء المعاصر.

2-قول الله تعالى: "واستفزز من استطعت منهم بصوتك". من الآية (64)، من سورة الإسراء.

     وجه الدلالة: معنى(بصوتك): قيل بأصوات الغناء والمزامير، وقال آخرون: بكل صوت كان فيه دعاء إلى الشيطان وإلى عمله وطاعته، وخلافا للدعاء إلى طاعة الله. 

3-حديث أبي مالك الأشعري  t أنه سمع النبي r  يقول: «ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب" إلى أن قال النبي r "فيبيّتهم  الله، ويضع العلَم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة». أخرجه البخاري معلقًا بصيغة الجزم، حديث (5590). قال أهل الحديث: حديث صحيح.

وجه الدلالة: معنى الاستحلال أي يرونه حلالاً، وينشرونه، سواء فعلوه بأنفسهم أو لم يفعلوه. والغناء المعاصر تصحبه الآلات الموسيقية.

4- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "دخل أبوبكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبوبكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله r وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله r: « يا أبا بكر إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا ». أخرجه البخاري، حديث (952).

 وفي لفظ : قالت: إن أبا بكر t دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مِنى تغنيان وتُدفِّفان  وتضربان، والنبي r متغشٍ بثوبه، فانتهرهما أبوبكرt، فكشف النبي r عن وجهه، فقال: « دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد ». أخرجه البخاري حديث رقم (3529)، ومسلم، حديث رقم (892).

   وجه الدلالة: أن معنى ( تغنيان بغناء بعاث) أي تنشدان في يوم العيد الأشعار التي قيلت يوم بعاث وهذا يوم وقع فيه حرب بين الأوس والخزرج في الجاهلية، ولم تُرِد الغناء المعروف بين أهل اللهو واللعب.

 5-عن أنس بن مالك، قال: كان للنبيr حَادٍ يقال له أنجشة وكان حسن الصوت، فقال له النبي r: «رويدك يا أنجشة،  لا تكسر القوارير »  قال قتادة: يعني ضعفة النساء .أخرجه البخاري حديث(6210). ومسلم ، حديث (2323).

  وجه الدلالة: أن أنجشة كان يحدو لإبل نساء النبي r  وهن في الهودج في سفر.وحداؤه يشبه الغناء المحرّك للطبائع للهوى وحب الدنيا وذكر الشهوات وإشغال القلب عن وظائفه من الفكر والقلب، وزوجات النبي r لسن بمعصومات من وساوس الشيطان وحثه على حب الدنيا، فلم يأمن النبي r أن يقع بقلوبهن حداؤه فأمره  بالكَف عن ذلك

6-أن الغناء من عمل النساء، فلم يكن  يغنّي على عهد النبي r يغنّي في الأعراس إلا النساء وبالذات الجواري أي البنات اللاتي لم يبلغن سن البلوغ والإماء، فإذا غنّى الرجال كانوا متشبهين بالنساء

7-أن الغناء إنما سُمي غناء؛ لأنه يُغني النَّفس، ومن المعلوم أن الأغذية والمطاعم التي تُغني وتشبع، منها الطيب ومنها الخبيث، وليس كل ما استلذه الإنسان يكون طيبًا، فإن أكل الخنزير يستلذه آكله وشارب الخمر يستلذها.

 8-أن الغناء وسماعه على وجه اللعب من خصوصية الأعراس للنساء، فلا يجوز أن يجعل الخاص عامًّا. ويقال بجواز الغناء على وجه اللعب للرجال والنساء على وجه العموم..

ولمزيد بحث في الموضوع " اضغط".

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكم سماع الأغاني والدفّ في النكاح:

حكم المايكرو للحواج

حكم سماع الغناء والدف في العيد