حكم سماع الأغاني والدفّ في النكاح:

 

الأصل في النكاح إظهاره وإعلانه وإظهار الفرح والسرور فيه. ومن مظاهر الفرح إقامة حفل يدعى إليه أقارب العريسين، ويضرب فيه بالدف، ويُغنّى فيه. وبيان ذلك في المسألتين الآتيتين:

المسألة الأولى: الضرب بالدف في النكاح:

   حرّم الفقهاء الآت العزف واللهو في النكاح. واستثنوا الدفّ فيه.

واستحب المالكية والحنابلة الضرب بالدفّ في النكاح، وأباحه الحنفية والشافعية.

 واستدلوا بالأدلة الآتية:

1-حديث محمد بن حاطب الجُمحيِّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فصل ما بين الحلال والحرام الدفّ والصوت في النكاح". أي أن الفصل بين الحلال والحرام في الآت اللهو أن الدفّ واضطراب الصوت فيه حلال في النكاح وما عداه يكون حراما.  والحديث أخرجه الترمذي حديث (1088). وقال عنه: حديث حسن. وصححه الحاكم في المستدرك 2/184، ووافقه الذهبي، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير 2/173 بالصحة.

2- حديث الرُّبيِّع بنت مُعوّذ – رضي الله عنها – قالت: جاء النبي – صلى الله عليه وسلم – يدخل حين بُني علي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبيّ يعلم ما في غدٍ. فقال: "دعي هذه، وقولي بالذي كنت تقولين" أي أن النبي صلى الله عليه وسل أقرّ ضرب الجويريات للدفوف في النكاح، والجويريات: يراد بهن البنات الصغيرات دون سن البلوغ، أو الإماء غير المحترفات للغناء. والحديث أخرجه البخاري في صحيحه 6/137

3-أن ضرب الدف في النكاح لأجل إعلان النكاح واشتهاره بين الناس، وبهذا يتميز عن نكاح السفاح، فيكون مستحبًا.

 

المسألة الثانية: الغناء في النكاح.

رفع الصوت بالغناء على وجه الفرح والطرب بالشعر أو بالنثر المباح الذي لا فحش فيه، وليس غناء مغنين محترفين ولا مغنيات، ولا عزف فيه بالآت العزف، ما عدا الدفّ المستثنى من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان غناء بنات صغيرات لم يبلغن سن البلوغ. فهذا الغناء أباحه الحنفية والشافعية والحنابلة واستحبه المالكية. وأدلة ذلك:

1- حديث الرُّبيِّع بنت مُعوّذ – رضي الله عنها – قالت: جاء النبي – صلى الله عليه وسلم – يدخل حين بُني علي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبيّ يعلم ما في غدٍ. فقال: "دعي هذه، وقولي بالذي كنت تقولين". أي أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ غناء الجويريات في النكاح، إلا أنه وجههن إلى الغناء بالكلام المباح.

2-  حديث عائشة – رضي الله عنها – أنها زفّت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال: نبي الله – صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة، ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو" ، وهذا دليل على إباحة اللهو المباح في العرس، ومنه الغناء المباح. والحديث أخرجه البخاري في صحيحه 6/140.

3- عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار، فجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: "أهديتم الفتاة؟" قالوا نعم: قال: "أرسلتم معها من يغني؟". قالت: لا. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم، فحيّانا وحَيّاكم" ، والأمر بالغناء المباح كان بعد حظر الغناء الماجن، فدلّ هذا على إباحته. والحديث أخرجه ابن ماجه في سننه، حديث (1897). قال في الزوائد في سنن ابن ماجه: إسناده مختلف فيه. وقال الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/136: حسن. وجملة الغزل فيه منكرة.

4-وعن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: « ما فعلت فلانة- ليتيمة كانت عندها-؟ فقلتُ: " فهل بعثتم معها بجارية تضرب بالدفّ وتغني؟»، قلت: تقول ماذا؟ قال: «  تقول أتيناكم أتيناكم.. فحيونا نحييكم. ولولا الذهب الأحمر.... ما حلّت بواديكم، ولولا الحبة السمراء..ما سمنت عذاريكم» فاللهو المباح الذي أجازه النبي صلى الله عليه وسلم هو الضرب بالدف والغناء المباح، وقد مثلّ له النبي r بالغزل الخفيف. وهذا الغناء رخصة واستثناء. والحديث أخرجه ابن ماجه في سننه، حديث (1900)، والنسائي في السنن الكبرى (5/241)، وحسّنه الألباني.ولمزيد بحث في الموضوع اضغط على: 

حث حكم سماع الأغاني والدف في النكاح"


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكم المايكرو للحواج

حكم سماع الغناء والدف في العيد